يستخدم اختصاصيُّو مُعالجة العُقم مجموعةً من الأدوية لِمُعالجة مشاكل الإباضة وتحسين فُرصة المرأة في الحمل. وتُدعى هذه الأدويةُ "أدوية الخُصوبة". إنَّ سيترات الكلوميفين هو دواء مُضادٌّ للإستروجين، يُستعمل في تحريض الإباضة. تنقسم دورةُ الحيض إلى ثلاثة أطوار: الطَّور الجُرَيبيُّ والطَّور الإباضيُّ والطَّور الأصفريُّ. ويمارس كُلُّ طَور دَوراً في نُضج البيضة وخروجها، أي "الإباضة". يُحاول الطبيبُ في البداية أن يُحدِّد سببَ غياب الإباضة قبل وصف أيِّ دواء لتحريضها، حيث يجب أن تتوجَّه المُعالجةُ حيثُما كان ذلك مُمكناً إلى تصحيح السبب الخفيِّ لغياب الإباضة. هُناك مجموعةٌ من الفُحوص التي يُمكن أن تكشف ما إذا كان مبيضا المرأة يُنتجان البيوض أم لا. تُستعمل أدويةُ تحريض الإباضة لمُعالجة السيِّدات اللواتي تكون الإباضةُ عندهنَّ غيرَ مُنتظمة. وتتوفَّر في الصيدليَّات أنواع كثيرة من هذه الأدوية. ويعدُّ سيترات الكلوميفين أكثر هذه الأدوية استعمالاً، وهو دواء جيِّد التحمُّل بشكل عام. يُحفِّز سيترات الكلوميفين الإباضةَ عندَ ثمانين بالمائة تقريباً من المريضات اللواتي جرى اختيارهُنَّ بشكلٍ مُناسب. وهُناك أملٌ عند كثير من الأزواج الذين لم يُرزقوا بطفل في أن يحقِّقوا آمالهم بالإنجاب بعد المُعالجة.
في أثناء الطَّور الجُرَيبيِّ، يُرسل الوِطاء (وهو منطقة من الدِّماغ) هُرموناً يُنبِّه الغُدَّة النُّخاميّة التي تقع على قاعدة الدِّماغ تحت الوِطاء تماماً، فتقوم هذه الغُدَّة بإطلاق الهُرمون المُنبِّه للجُرَيب. يُحرِّض هذا الهُرمونُ تطوُّرَ عدد من الجُريبات في المبيضَين. وتحتوي هذه الجُريبات على بيوض غير ناضجة. يتطوَّر واحدٌ فقط من هذه الجُرَيبات ليغدو الجُريب المُهَيمن أو المُسيطر، ولتصل البيضة الموجودة فيه إلى تمام نضجها؛ بينما تتوقَّف بقيَّةُ الجُرَيبات التي جرى تحريضها عن النموِّ وتتنكَّس بيوضها خِلال عمليَّة تُدعى الرَّتق أو رَتق الجُريب. يزداد حجمُ الجُرَيب المُسيطر، ويبدأ بإفراز هرمون الإستروجين في مجرى الدم. يجعل ارتفاع مُستوى الإستروجين في الدم الوِطاءَ والغُدَّة النُّخاميَّة تُبطئان إنتاج الهُرمون المُنبِّه للجُريب.
تقترح مُعظمُ الهيئات الطبية عدمَ إعطاء سيترات الكلوميفين لأكثر من ستِّ دَورات، لأنَّ فرصة النجاح مع فترات أطول من المُعالجة تصبح ضئيلة للغاية. ويمكن التفكيرُ بعدَ ذلك باستعمال البدائل. إنَّ النساء اللواتي لديهنَّ عدمُ انتظام أو غياب للإباضة بسبب اضطرابات وِطائيَّة، أو اللواتي لديهنَّ مستوياتٌ منخفضة جداً من هُرمون الإستروجين، لا يستجبن غالباً بشكل جيِّد للكلوميفين. ويمكن للنساء البدينات أن يُحقِّقن نتائج أفضل إذا أنقصن شيئاً من أوزانهن.
مُقدِّمة
يكون وجودُ مُشكلة في الإباضة هو السبب الكامن وراء معاناة رُبع النساء المُصابات بالعُقم. وتشمل مشكلاتُ الإباضة العجزَ عن إنتاج بيضة تامَّة النُّضج أو الفشل في الإباضة. ويُدعى العجزُ عن إنتاج أو إطلاق بيضة ناضجة غيابَ الإباضة أو قِلَّة الإباضة. يستخدم اختصاصيُّو مُعالجة العُقم مجموعةً من الأدوية تُدعى "أدوية الخُصوبة" لِمُعالجة مشاكل الإباضة، وتحسين فُرصة المرأة في الحمل. وقد تُستعمل هذه الأدويةُ لِمُعالجة العُقم مجهول السبب أيضاً. يشرح هذا البرنامجُ التثقيفي عمليَّةَ الإباضة الطبيعيَّة، ويوضِّح أسبابَ وتشخيص غياب الإباضة. كما يوضح أيضاً منافعَ ومخاطر العلاج بدواء سيترات الكلوميفين.الإنجاب
يقع جِهازُ المرأة التناسُليُّ في الحوض، بين المثانة والمستقيم، ويتألَّف من:- إنتاج هُرمونات خاصَّة، كالإستروجين والبروجستيرون.
- إنضاج البيوض في المبيض وإخراجها، أي "الإباضة" التي هي إطلاق البيوض الضروريَّة للإنجاب أو التَّوالد.
دَورةُ الحَيض والإباضة
تنقسم دَورةُ الحَيض إلى ثلاثة أطوار زمنية:- الطَّور الجُّرَيبي.
- الطَور الإباضي.
- الطَّور الأصفري.
في أثناء الطَّور الجُرَيبيِّ، يُرسل الوِطاء (وهو منطقة من الدِّماغ) هُرموناً يُنبِّه الغُدَّة النُّخاميّة التي تقع على قاعدة الدِّماغ تحت الوِطاء تماماً، فتقوم هذه الغُدَّة بإطلاق الهُرمون المُنبِّه للجُرَيب. يُحرِّض هذا الهُرمونُ تطوُّرَ عدد من الجُريبات في المبيضَين. وتحتوي هذه الجُريبات على بيوض غير ناضجة. يتطوَّر واحدٌ فقط من هذه الجُرَيبات ليغدو الجُريب المُهَيمن أو المُسيطر، ولتصل البيضة الموجودة فيه إلى تمام نضجها؛ بينما تتوقَّف بقيَّةُ الجُرَيبات التي جرى تحريضها عن النموِّ وتتنكَّس بيوضها خِلال عمليَّة تُدعى الرَّتق أو رَتق الجُريب. يزداد حجمُ الجُرَيب المُسيطر، ويبدأ بإفراز هرمون الإستروجين في مجرى الدم. يجعل ارتفاع مُستوى الإستروجين في الدم الوِطاءَ والغُدَّة النُّخاميَّة تُبطئان إنتاج الهُرمون المُنبِّه للجُريب.
الطَّورُ الإباضيُّ
يبدأ الطَّورُ الإباضيُّ بزيادة الهُرمون المُلَوتن وانتهاء الإباضة التي تحرُّر البيضة من الجُرَيب. ترتفع مُستوياتُ الإستروجين مع اقتراب الإباضة، وهذا ما يدفع الغُدَّة النُّخاميَّة إلى إطلاق كميَّة كبيرة من هُرمون آخر هو الهُرمون المُلَوتن، وهو ما يُدعى صُعود أو دفقة الهُرمون المُلَوتن. يُحرِّر الجُريبُ المُسيطر البيضةَ بعد صُعود الهُرمون المُلوتن باثنتين وثلاثين إلى ست وثلاثين ساعة.الطَّورُ الأصفري
يبدأ الطَّورُ الأصفريُّ بعد الإباضة، ويستمرُّ عادة من اثني عشر إلى سبعة عشر يوماً تقريباً. يُدعى الجُريبُ الفارغ بعد خُروج البيضة التي كانت فيه باسم "الجسم الأصفر". يُفرز الجسمُ الأًصفر كميَّةً كبيرة من البروجستيرون، وهو هُرمون يُساعد على تحضير بِطانة الرَّحِم من أجل انغِراس المُضغة والحمل. إذا جرى تخصيبُ البيضة بواسطة إحدى النُّطاف، فإنَّها تتحوَّل إلى مُضغة وتصل إلى الرَّحِم بعد بضعة أيَّام وتنغرس في بِطانته. أمَّا إذا لم تنغرس المُضغة في بطانة الرحم، فإنَّ الجسم الأصفر ينكمش وتهبط مُستويات البروجستيرون. تنهار بِطانةُ الرَّحِم مع توقُّف الدَّعم الهُرمونيِّ، وتنفصل، ثمَّ تخرج من الجسم عبر دورة الحَيض، وتبدأ دورةٌ جديدة.غيابُ الإباضة
هناك أسبابٌ كثيرة متنوِّعة لغياب الإباضة أو فشلها. ولذلك، يُحاول الطبيبُ في البداية تحديدَ سبب غياب الإباضة قبل وصف أدوية لتحريضها. ينبغي أن تتوجَّه المُعالجة، حيثما كان ذلك مُمكناً، لتصحيح السبب الدفين لغياب الإباضة. أمَّا إذا فشلت هذه المُعالجة، أو لم تكن مُمكنة، فقد تُستعمل أدويةٌ لتحريض الإباضة. تشمل أسبابُ غياب الإباضة:التشخيص
يُمكن تشخيصُ الإباضة وتأكيد هذا التشخيص بعِدَّة طُرُق. إنَّ المرأة التي تحيض كُلَّ واحد وعشرين يوماً إلى خمسة وثلاثين يوماً هي امرأة ذات دورة حيض مُنتظمة. وهي تستطيع أن تفترضَ أن الإباضة تحدث قبل اليوم الأوَّل من كُلِّ دورة حيضيَّة بأربعة عشر يوماً. يكون من الضروريِّ أحياناً تحديدُ ما إذا كان لدى المرأة إباضةٌ أم لا، لأنَّ هُناك أسباباً مُختلفة يُمكن أن تمنع الإباضة أو تسبِّب اضطرابها. هُناك عِدَّة طُرُق لتشخيص الإباضة، ومنها:أدويةُ الإباضة
تُستعمل أدويةُ تحريض الإباضة لمُعالجة النساء اللواتي تكون الإباضة لديهنَّ غيرَ مُنتظمة. وأكثر أدوية الإباضة استخداماً هي:سيترات الكلوميفين
إنَّ أكثر دواء يصفه الأطبَّاء للإباضة هو سيترات الكلوميفين، ومن أسمائه التجارية كلوميد وسيروفين. ويُستعمَل هذا الدواءُ بشكل رئيسيٍّ لتحريض الإباضة عند النساء اللواتي يُعانين من إباضة غير مُنتظمة أو من غياب الإباضة. الجرعةُ المعتادة من سيترات الكلوميفين هي خمسون ميليغرام (ملغ) يومياً لمُدَّة خمسة أيَّام متتالية. يبدأ العلاجُ في مرحلة مبكِّرة من الدورة، ويكون في اليوم الثاني أو الثالث أو الرابع أو الخامس بعد بِداية الحيض عادة. وإذا لم يكن عند المرأة دورات (أي أنَّها لا تحيض)، َيُمكن تحريض الحَيض بواسطة البروجستيرون أو البروجستينات الأُخرى. إذا لم تحدث الإباضةُ بجرعة خمسين ميليغراماً، فمن الممكن أن يجري رفع الجُرعة بمقدار خمسين ميليغراماً أُخرى في الدورات اللاحقة، وذلك حتَّى تتحقَّق الإباضة. وعلى الرغم من أنَّ إدارة الأغذية والأدوية لم توافق على جُرعة مائة ميليغرام، فإنَّ الطبيب يستطيع تقديرَ الجُرعة المُناسبة للمريضة. كما قد يُقرِّر الطبيبُ أحياناً إضافةَ دواء آخر مع سيترات الكلوميفين إذا لم ينجح هذا الدواءُ في تحريض الإباضة. يعمل الكلوميفين عن طريق جعل الغُدَّة النُّخاميَّة تفرز المزيدَ من الهُرمون المُنبِّه للجُرَيب، حيث يُحفِّز المُستوى المُرتفع من الهُرمون المُنبِّه للجُرَيب تُطوُّرَ الجُرَيبات المَبيضيَّة التي تحوي بيوضاً. ومع نُموِّ الجُرَيبات، فإنَّها تفرز الإستروجين إلى مجرى الدم. إذا كانت المُعالجةُ ناجحةً، فإنَّ الغُدَّة النُخاميَّة تُصبح حسَّاسة للهُرمون المُطلِق لمُوَجِّهَة الغُدَد التَّناسُلِيَّة، وتُطلق دَفقةً من الهُرمون المُلَوتن بعدَ أُسبوع تقريباً من تناول آخر حبَّة من سيترات الكلوميفين. وتُؤدِّي هذه الدَّفقةُ أو الزيادة المُفاجئة للهُرمون المُلَوتن إلى إطلاق بيضة من الجُرَيب الناضج في عمليَّة تُدعى الإباضة. من الضروريِّ التأكُّد من أنَّ إعطاء جُرعة من سيترات الكلوميفين قد أدَّى إلى الإباضة. ويعتمد مُعظمُ الأطِبَّاء على نمط الحيض، واختبارات كشف الإباضة، وقياس مستويات البرجستيرون المَصليَّة، أو مُخطَّطات حرارة الجِسم الأساسيَّة، لِمُراقبة استجابة المريضة للجُرعة القياسيَّة من سيترات الكلوميفين. كثيراً ما يُستخدم الإخصابُ أو الإمناء داخل الرحم بالتزامن مع إعطاء سيترات الكلوميفين. يُمكن أن يُغيِّر الكلوميفين سماكةَ بطانة الرحم في بعض الأحيان، ممَّا يجعلها رقيقةً وغير مهيَّأة لانغراس المُضغة. تُستخدم الجُرعةُ الدُنيا من الكلوميفين الكافية لإحداث الإباضة عند النساء اللواتي يُعانين من غياب الإباضة لمدَّة لا تقلُّ عن أربع إلى ستِّ دورات. وتُعدُّ هذه المُحاولةُ كافيةً بالنسبة لمُعظم المريضات. يُؤدِّي استعمالُ الكلوميفين إلى الإباضة عندَ ثمانين بالمائة من السيِّدات. ويُصبح أربعون إلى خمس وأربعين بالمائة من السيِّدات اللواتي يستعملنه حواملَ خلال ستِّ دَورات.تقترح مُعظمُ الهيئات الطبية عدمَ إعطاء سيترات الكلوميفين لأكثر من ستِّ دَورات، لأنَّ فرصة النجاح مع فترات أطول من المُعالجة تصبح ضئيلة للغاية. ويمكن التفكيرُ بعدَ ذلك باستعمال البدائل. إنَّ النساء اللواتي لديهنَّ عدمُ انتظام أو غياب للإباضة بسبب اضطرابات وِطائيَّة، أو اللواتي لديهنَّ مستوياتٌ منخفضة جداً من هُرمون الإستروجين، لا يستجبن غالباً بشكل جيِّد للكلوميفين. ويمكن للنساء البدينات أن يُحقِّقن نتائج أفضل إذا أنقصن شيئاً من أوزانهن.